الجنس فى زمن الإخوان
ملف خاص.. لماذا يكره الإسلاميون الستات؟
لماذا يكره الإسلاميون المرأة؟
- صلاح لبن
نشر: 19/4/2013 5:57 ص – تحديث 19/4/2013 5:57 ص
كلما تقدم الزمن بالإسلاميين، خصوصا فى مجتمعات البداوة أو المجتمعات المتأثرة بالبداوة فكرا وعقيدة، زادت نظرتهم «الدونية» للمرأة، باعتبارها كما مهملا أو جزءا من متع الحياة لا أكثر، فهم يُعيدون زمن الجوارى فى القرن الواحد والعشرين، ولا فرق فى ذلك بين الفرق الإسلامية كافة، إخوانا كانوا أو سلفيين.
وكما أظهرنا فى العدد السابق كيف هى علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالمرأة، نحاول فى السطور القادمة بيان علاقة فرق السلفيين بالجنس الناعم، والتى تشبه إلى حد كبير نظرة الإخوان.
الشيخ مصطفى دياب: عليها أن لا تختلط بالرجال.. وأعتز بقول الشاعر «أنتِ نصف المجتمع ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر»
عبد الحليم قنديل: الإسلاميون ينظرون للمرأة كمرادف للشيطان يجب رجمها أو إخفاؤها
فى هذا التحقيق يوجه المتخصصون فى الشأن السياسى وممثلون عن منظمات حقوق المرأة انتقادات لاذعة للفصائل والكيانات الإسلامية، وهو ما رد عليه مشايخ بالدعوة السلفية وقيادات إخوانية وأخرى منتمية للجماعة الإسلامية بتأكيد احترامهم للمرأة ودورها فى المجتمع لكن وفقا للضوابط الشرعية.
وبالاستفسار عن الأسباب التى دفعتهم إلى عدم وضع المرأة فى مراكز متقدمة على القوائم الانتخابية اختلفت الحجج، وكان مشايخ الدعوة السلفية الأكثر وضوحا كعادتهم، مؤكدين أنهم دفعوا بالنساء فى الانتخابات «مضطرين»، حيث إنهم لا يفضلون مشاركة المرأة فى الحياة السياسية، بينما أشار قيادات الإخوان إلى استحالة مثلا أن تتولى امرأة منصب المرشد العام.
ممثلو التيار الإسلامى دافعوا عن اتهامات التيارات المختلفة معهم فكريا، مستندين إلى الأحاديث وآيات من القرآن لتعضيد آرائهم، بينما رأى خبراء فى علم النفس أن الإسلاميين لديهم قصور فى فهم دور المرأة، مفسرين ذلك بمحدودية ثقافتهم.
الشيخ مصطفى دياب مسؤول ملف طلائع الدعوة السلفية وعضو مجلس إدارة الدعوة قال «نحن لا نحب إشراك المرأة فى العملية السياسية، لأننا نعتبرها جزءا من الولاية، وعندما وضعنا المرأة على القوائم فى الانتخابات البرلمانية الماضية ما فعلنا ذلك الأمر إلا لأننا كنا مضطرين إلى تلك الخطوة».
دياب أوضح، أن دور المرأة وحقها يكون فى حدود الشرع وأن تخرج بزيها المعروف منتقبة أو محجبة ساترة لبدنها وأن تكون فى زيها الفضفاض، ولا تختلط بالرجال وتؤدى دورها، معتزا بقول الشاعر «أنتِ نصف المجتمع ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر.. فأنتِ أمة بأسرها».
مسؤول ملف طلائع الدعوة السلفية تابع «المرأة إذا أحسنت تربية أولادها وراعت حق زوجها فهى تساعد فى تأسيس المجتمع، فنحن لا ننظر لها على أنها جارية أو خادمة لكنها مسلمة لها حقوق وعليها واجبات والتزامات وضوابط شرعية».
وقال دياب لـ«التحرير» إن التيار السلفى يحترم المرأة فهى فى حياة السلفيين الأم والزوجة والأخت وشريكة فى المجتمع، حيث إن لها دورا مهما فى المجتمع، متسائلا «هل كان النبى يضطهد المرأة التى كانت تربى الأجيال؟». موضحا «كانت أم عمارة تداوى الجرحى فى أثناء الغزوات وعندما انكشف الناس من أمام الرسول كانت تدافع عنه. حتى إن النبى قال ما التفت يمينا أو يسارا إلا وكانت بين يدى تدافع عنى»، ثم وجه دعاء لها ولأبنائها «اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة». وأشار إلى أنه يجب على المرأة أن تلتزم بضوابط شرعية، ولا تكون آلة لنشر الفاحشة أو سلعة مبتذلة أو رخيصة، أو أن توضع فى المحلات كأى سلعة تباع وتشترى، «كما أننا لا نريدها آلة لإفساد الشباب فنحن نريدها أداة بناء لا أداة هدم».
أما الدكتور هشام الدسوقى القيادى الإخوانى وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، فأشار إلى أن الجماعة تنظر للمرأة على كونها جزءا مهما فى المجتمع المسلم، وأنه لا يتم تهميشها داخل حزب الحرية والعدالة، والدليل على ذلك أنها ممثلة فى المكتب التنفيذى للحزب وهو أعلى درجة ممكن أن يصل إليها أحد داخل «الحرية والعدالة».
وحول الأسباب وراء عدم وضع المرأة على رؤوس القوائم فى الانتخابات البرلمانية، قال الدسوقى «سوف نضع كل من أميمة كامل وهدى غنية على رأس القوائم فى الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك وفقا لمعيار الكفاءة»، قاطعا بأن مطالبة بعض النساء داخل جماعة الإخوان بتعيين مرشدة لهن ما هو إلا فبركة صحفية ليس له أصل.
وأوضح، أن جماعة الإخوان تدار بالشورى، وأن دور المرشد عبء كبير لا تقوم به سيدة لعدم تحمل كل المتطلبات، لا لعدم الكفاءة. ونقول لمن يتهم الجماعات الإسلامية باضطهاد المرأة ادرس التاريخ الإسلامى وانظر كيف تتم معاملة المرأة، ومن يتابع الإخوان حديثا يتأكد أننا نعطى للسيدات دورا كبيرا ولمَ لا، والإسلام يقدرها، مشيرا إلى أنهم يعتبرون المرأة كادرا مهما، مشيرا إلى أنهم سيضعون 30% من القوائم من النساء.
عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة قال لـ«التحرير» إن الجمعية التأسيسية تشهد أننا نقدر دور المرأة، حيث كان هناك تمثيل نسائى لحزب الحرية والعدالة من كوادر كان لهن إسهامات كبيرة داخل الجمعية، مشددا على أن مفهوم الإخوان للمرأة هو مفهوم الإسلام الذى كرم المرأة، مشيرا إلى أن أم سلمة أخذ الرسول برأيها عندما رفض الصحابة فك إحرامهم وتقصير شعرهم، فقالت له ابدأ بنفسك وهو ما حدث.
ومن جانبه شدد هشام النجار القيادى بالجماعة الإسلامية وعضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية، على أن الجماعة الإسلامية تنظر للمرأة بنظرة الإسلام كيف تكون أخلاقها وسلوكها وذلك من خلال المفهوم الشامل للإسلام.
وأوضح النجار أن الجماعة الإسلامية تستقى مفاهيمها من قيم وأخلاقيات ومبادئ الإسلام، وبالتالى ننظر للمرأة بنظرة الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن الإسلام حرر الناس من التفرقة العنصرية كما حرر المرأة من القيود التى كانت تمارس ضدها فى الحضارات السابقة.
القيادى بالجماعة الإسلامية أشار إلى أن المرأة فى الإسلام تتم مساواتها بالرجل فى العمل والكفالة والحقوق السياسية، وقد كان الرسول يستشير زوجاته ويأخذ رأيهن فى أدق أمور الدولة، مستدركا «لكن ما يتم من تهميش لدور المرأة ثقافة عامة فى الشعب المصرى، جازما بأنه لا يوجد حزب من الأحزاب الليبرالية له قيادة نسائية ذات كفاءة ومكانة كبيرة وليس الأمر ظاهرة تيار إسلامى».
وأوضح القيادى البارز بالجماعة الإسلامية أن الجماعة تفتح دورا للمرأة فى محافظات الوجه البحرى، وأن 75% من شغل الحزب بدمياط قائم على دور المرأة، لكن تلك كانت البداية وسوف يبرز هذا الأمر إعلاميا فى المستقبل، مشيرا إلى أن من ينظر للتيار الإسلامى على كوننا نعتبر المرأة طريق الرجل إلى النار أو ضربا من ضروب الخيال أو أنها نقاب يسير على الأرض، نقول له «تلك نظرة قاصرة شديدة الاختزال لا ينبغى أن يتم تعميمها على الحركة الإسلامية».
النجار اعترف قائلا «لكى أكون واقعيا فإن وضع المرأة فى الكيانات الإسلامية ليس بالشكل المثالى، ونحن نرى أن الأمر بحاجة إلى مراجعة وتفعيل دور المرأة على أرض الواقع لا عن طريق استخدام الشعارات، موضحا «نحن لا نعتبر المرأة مجرد نقاب فهذا أمر غير قريب من الواقع، فالمرأة تمثل شيئا كبيرا ونقدر دورها فى التربية والتعليم والدعوة».
وأشار إلى أنه على الرغم من المشاركة الضعيفة للمرأة فى الواقع السياسى فإننا فى الحزب نفعل اللجان الخاصة بالمرأة، لكن بشكل عام دور المرأة ضعيف، وذلك نتيجة فترة الفساد التى كنا نعيشها قبل الثورة وتوظيف كل شىء داخل كيانات كبيرة تربطها المصالح السياسية، حيث حدث اختزال لدورها، وأصبح يتم تصويرها عبارة عن جسد بواسطة دعاية وإعلانات مسفة، ويهبط بالمرأة إنسانيا ويهبط بكرامة المرأة، ونحن لا ننظر للمرأة على أنها ديكور فهى لا تستحق منا ذلك.
وأوضح أن الجماعة الإسلامية رافضة لأن توضع المرأة على رؤوس القوائم الانتخابية قاطعا «لو وجدت المرأة ذات المواهب والقدرات العقلية الهائلة والقدرة على الأداء فلن نتأخر فى أن نضعها فى مرتبة أعلى من الرجل الأقل منها كفاءة».
دفاع الإسلاميين عن أنفسهم لا ينفى الواقع أبدا، فيقول الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل «مفهوم تيار اليمين الدينى هو احتكار المرأة والدليل أن القنوات الدينية لا يوجد بها مقدمة برامج أو ضيفة سوى قناة (25) التابعة لجماعة الإخوان وهى محجبة»، مشيرا إلى أن التيارات الإسلامية تنظر للمرأة على أنها آلة جنسية فى البيت يتم استخدامها وقت اللزوم»، مشيرا إلى أن الإسلاميين قاموا بإلغاء نصف المجتمع وهم ينظرون للمرأة على أنها مرادفة لـ«الشيطان» يجب رجمه أو إخفاؤه، موضحا أن هناك ممارسات تجرى مع النساء السوريات فى القاهرة، حيث حول السلفيون المساجد إلى سوق للنخاسة تعرض فيها السوريات بأسعار منخفضة باعتبارها مزادا لاقتناء سلعة، فهو نوع من الاتجار بالمرأة فهم ينظرون إليها على أنها بضاعة يمكن تسويقها وأخذ عمولة على عمليات بيعها وشرائها.
وأكد قنديل «أمر طبيعى فى الانتخابات تجد الأحزاب الإسلامية تنشر صورة وردة، ولا نعلم ما حكمة استخدام الوردة، فهى من الممكن أن تكون قبيحة!! مشيرا إلى أن التيارات الإسلامية تسير وفق أيديولوجية معادية للإسلام».
وأشار قنديل إلى أن الإسلاميين لديهم عدوانية ضد المرأة مبنية على كراهية، على الرغم من أن المرأة هى أساس الحياة ولا يمكن الاستمرار بدونها، قاطعا بأن المرأة تقوم بأدوار أكبر من الرجال والعداء للمرأة يعد بمثابة عداء للحياة. موضحا أن جماعة الإخوان هى الأقل عداء للمرأة بين كل التيارات الإسلامية، لكنها تتظاهر بأنها تضع النساء فى مكانة راقية، مشيرا إلى أن جميع النساء اللائى قدمهن «الحرية والعدالة» فى الحياة السياسية لديهن فقر عقل وانخفاض معدل الثقافة والوعى.
أما مارجريت عازر السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار فقالت إن التيار الإسلامى لا يكره المرأة لكنهم ينظرون إليها كعنصر للمتعة والإنجاب والتكاثر، مشيرة إلى أن القوى الإسلامية تعتبر المرأة كائنا ليس له وجود، وفكرة ممحية تقبل أن تكون زوجة رابعة.
وأوضحت أن التيارات الإسلامية تنظر إلى المرأة برؤية دينية معينة، والأزمة أن السياسة متغيرة أما الرؤية الدينية فتكون ثابتة، فنظرتهم بهذا الشكل المهين للمرأة عقيدة من البداية، خصوصا أن الأعضاء داخل الكيان الإسلامى يكونون من تيار محدد ولهم تربية محددة، فهم يتعاملون مع المرأة كديكور وينظرون لها على أنها مفرخة للإنجاب والمتعة.
عازر شددت على أن التيار الإسلامى يتبنى مفاهيم خاطئة ومفهوم تطبيق الشريعة لديه بشكل خاطئ، ولا يمكنه التراجع عن نظرته السلبية للمرأة، لأنه سيفقد شعبيته، خصوصا أنه يصدر للشارع أن السبب وراء تفكك الأسرة نزول المرأة فهو يصدر للناس أنه حام للدين الإسلامى.
وأشارت إلى أن التيار المدنى ليس لديه مشكلات مع التعامل مع المرأة، لأنه ينظر إليها برؤية المرأة، بينما فى التيار الإسلامى ينظر إلى المرأة بأيديولوجية معينة فهم ينتظرون موقف الحزب الإسلامى من القضية التى تخص المرأة، وليس ما الذى نبحث عنه المرأة، فالسياسة لديهم مبنية على عقيدة يتحرك من خلالها لا وفقا لرؤى سياسية، وتابعت «هم ليسوا مؤمنين بدور المرأة وهم يحملون منهجا بعيدا كل البعد عن الإسلام، فهم يضعون خطوطا حمراء على المرأة أن لا تتعداها».
عبد الغفار شكر مؤسس حزب التحالف الشعبى، قال إن الإسلام رفع من شأن المرأة حتى فى الخطاب الإسلامى تجده موجها للمسلمين والمسلمات، فالمرأة مثل الرجل فى كل شىء إلا فى أحكام الميراث، فنحن ملتزمون بها، مشيرا إلى أن الإسلاميين لديهم فهم متعسف للشريعة، فهم متشددون ويأخذون ما تضمنه الشريعة بشكل حرفى ولا يتفاعلون مع ما يجرى فى المجتمع الإنسانى.
وأوضح أن التيار الإسلامى رفض كل المواثيق الدولية التى تخص المرأة ولا يعترفون بها وهم يحضون من شأن المرأة، ويعتبرونها أداة للمتعة، على الرغم من أن الإسلام رفع من شأنها، شكر أكد لـ«التحرير» أن فهم التيار الإسلامى لدور المرأة فيه دونية، حيث إنهم تربوا ونشؤوا على قيم متخلفة لا علاقة لها بجوهر الإسلام.
رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان قالت إن التيار الإسلامى يعتبر دور المرأة لا يزيد على مجرد خادمة داخل الأسرة، ولا تتعامل على أنها إنسان له حقوق، فهم ينظرون إلى أن الدور الأساسى لها الخدمة والرعاية ولا يلتفتون لحقوق المرأة من الحصول على معاش وخلافه عند مكوثها فى البيت والتأمين عليها، فوظيفتها أن تخدم ببلاش وتترمى فى الشارع تلك نظرة التيار الإسلامى.
وأشارت إلى أن الكيانات الإسلامية لا تعطى المرأة أدوارا فعالة، وعندما يضعونها فى موقع مميز يكون ذلك فقط لمغازلة الغرب، فهم لا يبحثون عن مشاركة حقيقية للنساء، كما أن لديهم مواقف عدائية ضد المرأة ومنظمات حقوق الإنسان قاطعة بأنهم يحملون رؤية شديدة التخلف، وهم أقل بكثير فى الفكر من إخوان وسلفيى تونس، حيث إن مصر بهم ستتحول إلى أفغانستان ثانية.
وأضافت، أن التيار الإسلامى فى إطار لا ينظر إلى النساء، فهم يضعون المرأة على القوائم مضطرين، حتى لا تتشوه صورتهم أمام الناس، هم متخلفون فى كل شىء وعندما يضعون المرأة فى مراكز متقدمة على قوائمهم يكون الهدف فقط مغازلة الغرب.
الدكتور خالد كمال خبير علم النفس، قال إن هناك قصورا فى فهم دور المرأة لدى أغلب الإسلاميين وذلك لمحدودية الثقافة، فهم يتصورون أنها معون للذاتهم ومتعتهم وإنجاب الأولاد وهذا غاية دورها، مشيرا إلى أنه لا يوجد صدفة فى الحياة فكل إنسان محكوم بميراث من العادات والتقاليد التى تشربها من بيئته فى مرحلة الطفولة، والتى تشكل سلوكه فى المراحل التالية، وهناك مقولة فى علم النفس تقول «إن تنقل جبلا من مكانه أيسر من تغيير طبيعة إنسان»، موضحا أن تلك مقدمة تقود إلى نتيجة منطقية هى أنه إذا كان هناك شخص ينتمى لتيار معين وتربى على التشدد والتطرف فى الآراء ورفض الآخر بصفة عامة، ثم احتكار المرأة بصفة خاصة واختزال دورها فإن الأمر يصعب تغييره، مشيرا إلى أن التيار الإسلامى ينظر للمرأة بشكل مهين ومساعد فقط وليس مشاركا.
وأوضح أن الرؤية المشوهة للمرأة هى التى تحكم المنتمين للتيار الإسلامى، حيث ينظرون إليها على أنها كائن ضعيف فى ضوء نصوص معينة ينتقيها من الكتاب والسنة، التى تنص فى بعضها على ضرورة بقاء المرأة فى المنزل لتربية الأبناء، وبالتالى يوجد قصور عند أغلب الإسلاميين فى فهم دور المرأة، لذلك فى النهاية تكون نظرتهم لها بشكل مشوه، حيث إنهم يرفضون كل نظرية مضادة، لذلك يكون من الصعب إتاحة فرصة المشاركة للمرأة فى ظل إحكام السيطرة عليها من قبل القوى الإسلامية. مشيرا إلى أن التيار الإسلامى لا يكره المرأة على إطلاقها، لأن الرجال والنساء جعل الله بداخلهم غريزة تدفعهم إلى التعامل مع الآخر بشكل مختلف لكن التيار الإسلامى رؤيته مشوهة للمرأة.
وأشار إلى أن سلوك المنتمين للتيار الإسلامى يؤكد أنه كلما زادت سيطرتهم وتمكنهم من مفاصل السلطة فى مصر زاد تهميش دور المرأة حتى يقضوا عليها تماما ويعودوا بها إلى المنزل، ولولا إحراجهم، وخشية من خسارة الأصوات لكانوا قد فعلوا ذلك فورا.
ملف خاص.. لماذا يكره الإسلاميون الستات؟
لماذا يكره الإسلاميون المرأة؟ - صلاح لبن
نشر: 19/4/2013 5:57 ص – تحديث 19/4/2013 5:57 ص
كلما تقدم الزمن بالإسلاميين، خصوصا فى مجتمعات البداوة أو المجتمعات المتأثرة بالبداوة فكرا وعقيدة، زادت نظرتهم «الدونية» للمرأة، باعتبارها كما مهملا أو جزءا من متع الحياة لا أكثر، فهم يُعيدون زمن الجوارى فى القرن الواحد والعشرين، ولا فرق فى ذلك بين الفرق الإسلامية كافة، إخوانا كانوا أو سلفيين.
وكما أظهرنا فى العدد السابق كيف هى علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالمرأة، نحاول فى السطور القادمة بيان علاقة فرق السلفيين بالجنس الناعم، والتى تشبه إلى حد كبير نظرة الإخوان.
الشيخ مصطفى دياب: عليها أن لا تختلط بالرجال.. وأعتز بقول الشاعر «أنتِ نصف المجتمع ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر»
عبد الحليم قنديل: الإسلاميون ينظرون للمرأة كمرادف للشيطان يجب رجمها أو إخفاؤها
فى هذا التحقيق يوجه المتخصصون فى الشأن السياسى وممثلون عن منظمات حقوق المرأة انتقادات لاذعة للفصائل والكيانات الإسلامية، وهو ما رد عليه مشايخ بالدعوة السلفية وقيادات إخوانية وأخرى منتمية للجماعة الإسلامية بتأكيد احترامهم للمرأة ودورها فى المجتمع لكن وفقا للضوابط الشرعية.
وبالاستفسار عن الأسباب التى دفعتهم إلى عدم وضع المرأة فى مراكز متقدمة على القوائم الانتخابية اختلفت الحجج، وكان مشايخ الدعوة السلفية الأكثر وضوحا كعادتهم، مؤكدين أنهم دفعوا بالنساء فى الانتخابات «مضطرين»، حيث إنهم لا يفضلون مشاركة المرأة فى الحياة السياسية، بينما أشار قيادات الإخوان إلى استحالة مثلا أن تتولى امرأة منصب المرشد العام.
ممثلو التيار الإسلامى دافعوا عن اتهامات التيارات المختلفة معهم فكريا، مستندين إلى الأحاديث وآيات من القرآن لتعضيد آرائهم، بينما رأى خبراء فى علم النفس أن الإسلاميين لديهم قصور فى فهم دور المرأة، مفسرين ذلك بمحدودية ثقافتهم.
الشيخ مصطفى دياب مسؤول ملف طلائع الدعوة السلفية وعضو مجلس إدارة الدعوة قال «نحن لا نحب إشراك المرأة فى العملية السياسية، لأننا نعتبرها جزءا من الولاية، وعندما وضعنا المرأة على القوائم فى الانتخابات البرلمانية الماضية ما فعلنا ذلك الأمر إلا لأننا كنا مضطرين إلى تلك الخطوة».
دياب أوضح، أن دور المرأة وحقها يكون فى حدود الشرع وأن تخرج بزيها المعروف منتقبة أو محجبة ساترة لبدنها وأن تكون فى زيها الفضفاض، ولا تختلط بالرجال وتؤدى دورها، معتزا بقول الشاعر «أنتِ نصف المجتمع ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر.. فأنتِ أمة بأسرها».
مسؤول ملف طلائع الدعوة السلفية تابع «المرأة إذا أحسنت تربية أولادها وراعت حق زوجها فهى تساعد فى تأسيس المجتمع، فنحن لا ننظر لها على أنها جارية أو خادمة لكنها مسلمة لها حقوق وعليها واجبات والتزامات وضوابط شرعية».
وقال دياب لـ«التحرير» إن التيار السلفى يحترم المرأة فهى فى حياة السلفيين الأم والزوجة والأخت وشريكة فى المجتمع، حيث إن لها دورا مهما فى المجتمع، متسائلا «هل كان النبى يضطهد المرأة التى كانت تربى الأجيال؟». موضحا «كانت أم عمارة تداوى الجرحى فى أثناء الغزوات وعندما انكشف الناس من أمام الرسول كانت تدافع عنه. حتى إن النبى قال ما التفت يمينا أو يسارا إلا وكانت بين يدى تدافع عنى»، ثم وجه دعاء لها ولأبنائها «اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة». وأشار إلى أنه يجب على المرأة أن تلتزم بضوابط شرعية، ولا تكون آلة لنشر الفاحشة أو سلعة مبتذلة أو رخيصة، أو أن توضع فى المحلات كأى سلعة تباع وتشترى، «كما أننا لا نريدها آلة لإفساد الشباب فنحن نريدها أداة بناء لا أداة هدم».
أما الدكتور هشام الدسوقى القيادى الإخوانى وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، فأشار إلى أن الجماعة تنظر للمرأة على كونها جزءا مهما فى المجتمع المسلم، وأنه لا يتم تهميشها داخل حزب الحرية والعدالة، والدليل على ذلك أنها ممثلة فى المكتب التنفيذى للحزب وهو أعلى درجة ممكن أن يصل إليها أحد داخل «الحرية والعدالة».
وحول الأسباب وراء عدم وضع المرأة على رؤوس القوائم فى الانتخابات البرلمانية، قال الدسوقى «سوف نضع كل من أميمة كامل وهدى غنية على رأس القوائم فى الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك وفقا لمعيار الكفاءة»، قاطعا بأن مطالبة بعض النساء داخل جماعة الإخوان بتعيين مرشدة لهن ما هو إلا فبركة صحفية ليس له أصل.
وأوضح، أن جماعة الإخوان تدار بالشورى، وأن دور المرشد عبء كبير لا تقوم به سيدة لعدم تحمل كل المتطلبات، لا لعدم الكفاءة. ونقول لمن يتهم الجماعات الإسلامية باضطهاد المرأة ادرس التاريخ الإسلامى وانظر كيف تتم معاملة المرأة، ومن يتابع الإخوان حديثا يتأكد أننا نعطى للسيدات دورا كبيرا ولمَ لا، والإسلام يقدرها، مشيرا إلى أنهم يعتبرون المرأة كادرا مهما، مشيرا إلى أنهم سيضعون 30% من القوائم من النساء.
عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة قال لـ«التحرير» إن الجمعية التأسيسية تشهد أننا نقدر دور المرأة، حيث كان هناك تمثيل نسائى لحزب الحرية والعدالة من كوادر كان لهن إسهامات كبيرة داخل الجمعية، مشددا على أن مفهوم الإخوان للمرأة هو مفهوم الإسلام الذى كرم المرأة، مشيرا إلى أن أم سلمة أخذ الرسول برأيها عندما رفض الصحابة فك إحرامهم وتقصير شعرهم، فقالت له ابدأ بنفسك وهو ما حدث.
ومن جانبه شدد هشام النجار القيادى بالجماعة الإسلامية وعضو اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية، على أن الجماعة الإسلامية تنظر للمرأة بنظرة الإسلام كيف تكون أخلاقها وسلوكها وذلك من خلال المفهوم الشامل للإسلام.
وأوضح النجار أن الجماعة الإسلامية تستقى مفاهيمها من قيم وأخلاقيات ومبادئ الإسلام، وبالتالى ننظر للمرأة بنظرة الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن الإسلام حرر الناس من التفرقة العنصرية كما حرر المرأة من القيود التى كانت تمارس ضدها فى الحضارات السابقة.
القيادى بالجماعة الإسلامية أشار إلى أن المرأة فى الإسلام تتم مساواتها بالرجل فى العمل والكفالة والحقوق السياسية، وقد كان الرسول يستشير زوجاته ويأخذ رأيهن فى أدق أمور الدولة، مستدركا «لكن ما يتم من تهميش لدور المرأة ثقافة عامة فى الشعب المصرى، جازما بأنه لا يوجد حزب من الأحزاب الليبرالية له قيادة نسائية ذات كفاءة ومكانة كبيرة وليس الأمر ظاهرة تيار إسلامى».
وأوضح القيادى البارز بالجماعة الإسلامية أن الجماعة تفتح دورا للمرأة فى محافظات الوجه البحرى، وأن 75% من شغل الحزب بدمياط قائم على دور المرأة، لكن تلك كانت البداية وسوف يبرز هذا الأمر إعلاميا فى المستقبل، مشيرا إلى أن من ينظر للتيار الإسلامى على كوننا نعتبر المرأة طريق الرجل إلى النار أو ضربا من ضروب الخيال أو أنها نقاب يسير على الأرض، نقول له «تلك نظرة قاصرة شديدة الاختزال لا ينبغى أن يتم تعميمها على الحركة الإسلامية».
النجار اعترف قائلا «لكى أكون واقعيا فإن وضع المرأة فى الكيانات الإسلامية ليس بالشكل المثالى، ونحن نرى أن الأمر بحاجة إلى مراجعة وتفعيل دور المرأة على أرض الواقع لا عن طريق استخدام الشعارات، موضحا «نحن لا نعتبر المرأة مجرد نقاب فهذا أمر غير قريب من الواقع، فالمرأة تمثل شيئا كبيرا ونقدر دورها فى التربية والتعليم والدعوة».
وأشار إلى أنه على الرغم من المشاركة الضعيفة للمرأة فى الواقع السياسى فإننا فى الحزب نفعل اللجان الخاصة بالمرأة، لكن بشكل عام دور المرأة ضعيف، وذلك نتيجة فترة الفساد التى كنا نعيشها قبل الثورة وتوظيف كل شىء داخل كيانات كبيرة تربطها المصالح السياسية، حيث حدث اختزال لدورها، وأصبح يتم تصويرها عبارة عن جسد بواسطة دعاية وإعلانات مسفة، ويهبط بالمرأة إنسانيا ويهبط بكرامة المرأة، ونحن لا ننظر للمرأة على أنها ديكور فهى لا تستحق منا ذلك.
وأوضح أن الجماعة الإسلامية رافضة لأن توضع المرأة على رؤوس القوائم الانتخابية قاطعا «لو وجدت المرأة ذات المواهب والقدرات العقلية الهائلة والقدرة على الأداء فلن نتأخر فى أن نضعها فى مرتبة أعلى من الرجل الأقل منها كفاءة».
دفاع الإسلاميين عن أنفسهم لا ينفى الواقع أبدا، فيقول الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل «مفهوم تيار اليمين الدينى هو احتكار المرأة والدليل أن القنوات الدينية لا يوجد بها مقدمة برامج أو ضيفة سوى قناة (25) التابعة لجماعة الإخوان وهى محجبة»، مشيرا إلى أن التيارات الإسلامية تنظر للمرأة على أنها آلة جنسية فى البيت يتم استخدامها وقت اللزوم»، مشيرا إلى أن الإسلاميين قاموا بإلغاء نصف المجتمع وهم ينظرون للمرأة على أنها مرادفة لـ«الشيطان» يجب رجمه أو إخفاؤه، موضحا أن هناك ممارسات تجرى مع النساء السوريات فى القاهرة، حيث حول السلفيون المساجد إلى سوق للنخاسة تعرض فيها السوريات بأسعار منخفضة باعتبارها مزادا لاقتناء سلعة، فهو نوع من الاتجار بالمرأة فهم ينظرون إليها على أنها بضاعة يمكن تسويقها وأخذ عمولة على عمليات بيعها وشرائها.
وأكد قنديل «أمر طبيعى فى الانتخابات تجد الأحزاب الإسلامية تنشر صورة وردة، ولا نعلم ما حكمة استخدام الوردة، فهى من الممكن أن تكون قبيحة!! مشيرا إلى أن التيارات الإسلامية تسير وفق أيديولوجية معادية للإسلام».
وأشار قنديل إلى أن الإسلاميين لديهم عدوانية ضد المرأة مبنية على كراهية، على الرغم من أن المرأة هى أساس الحياة ولا يمكن الاستمرار بدونها، قاطعا بأن المرأة تقوم بأدوار أكبر من الرجال والعداء للمرأة يعد بمثابة عداء للحياة. موضحا أن جماعة الإخوان هى الأقل عداء للمرأة بين كل التيارات الإسلامية، لكنها تتظاهر بأنها تضع النساء فى مكانة راقية، مشيرا إلى أن جميع النساء اللائى قدمهن «الحرية والعدالة» فى الحياة السياسية لديهن فقر عقل وانخفاض معدل الثقافة والوعى.
أما مارجريت عازر السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار فقالت إن التيار الإسلامى لا يكره المرأة لكنهم ينظرون إليها كعنصر للمتعة والإنجاب والتكاثر، مشيرة إلى أن القوى الإسلامية تعتبر المرأة كائنا ليس له وجود، وفكرة ممحية تقبل أن تكون زوجة رابعة.
وأوضحت أن التيارات الإسلامية تنظر إلى المرأة برؤية دينية معينة، والأزمة أن السياسة متغيرة أما الرؤية الدينية فتكون ثابتة، فنظرتهم بهذا الشكل المهين للمرأة عقيدة من البداية، خصوصا أن الأعضاء داخل الكيان الإسلامى يكونون من تيار محدد ولهم تربية محددة، فهم يتعاملون مع المرأة كديكور وينظرون لها على أنها مفرخة للإنجاب والمتعة.
عازر شددت على أن التيار الإسلامى يتبنى مفاهيم خاطئة ومفهوم تطبيق الشريعة لديه بشكل خاطئ، ولا يمكنه التراجع عن نظرته السلبية للمرأة، لأنه سيفقد شعبيته، خصوصا أنه يصدر للشارع أن السبب وراء تفكك الأسرة نزول المرأة فهو يصدر للناس أنه حام للدين الإسلامى.
وأشارت إلى أن التيار المدنى ليس لديه مشكلات مع التعامل مع المرأة، لأنه ينظر إليها برؤية المرأة، بينما فى التيار الإسلامى ينظر إلى المرأة بأيديولوجية معينة فهم ينتظرون موقف الحزب الإسلامى من القضية التى تخص المرأة، وليس ما الذى نبحث عنه المرأة، فالسياسة لديهم مبنية على عقيدة يتحرك من خلالها لا وفقا لرؤى سياسية، وتابعت «هم ليسوا مؤمنين بدور المرأة وهم يحملون منهجا بعيدا كل البعد عن الإسلام، فهم يضعون خطوطا حمراء على المرأة أن لا تتعداها».
عبد الغفار شكر مؤسس حزب التحالف الشعبى، قال إن الإسلام رفع من شأن المرأة حتى فى الخطاب الإسلامى تجده موجها للمسلمين والمسلمات، فالمرأة مثل الرجل فى كل شىء إلا فى أحكام الميراث، فنحن ملتزمون بها، مشيرا إلى أن الإسلاميين لديهم فهم متعسف للشريعة، فهم متشددون ويأخذون ما تضمنه الشريعة بشكل حرفى ولا يتفاعلون مع ما يجرى فى المجتمع الإنسانى.
وأوضح أن التيار الإسلامى رفض كل المواثيق الدولية التى تخص المرأة ولا يعترفون بها وهم يحضون من شأن المرأة، ويعتبرونها أداة للمتعة، على الرغم من أن الإسلام رفع من شأنها، شكر أكد لـ«التحرير» أن فهم التيار الإسلامى لدور المرأة فيه دونية، حيث إنهم تربوا ونشؤوا على قيم متخلفة لا علاقة لها بجوهر الإسلام.
رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان قالت إن التيار الإسلامى يعتبر دور المرأة لا يزيد على مجرد خادمة داخل الأسرة، ولا تتعامل على أنها إنسان له حقوق، فهم ينظرون إلى أن الدور الأساسى لها الخدمة والرعاية ولا يلتفتون لحقوق المرأة من الحصول على معاش وخلافه عند مكوثها فى البيت والتأمين عليها، فوظيفتها أن تخدم ببلاش وتترمى فى الشارع تلك نظرة التيار الإسلامى.
وأشارت إلى أن الكيانات الإسلامية لا تعطى المرأة أدوارا فعالة، وعندما يضعونها فى موقع مميز يكون ذلك فقط لمغازلة الغرب، فهم لا يبحثون عن مشاركة حقيقية للنساء، كما أن لديهم مواقف عدائية ضد المرأة ومنظمات حقوق الإنسان قاطعة بأنهم يحملون رؤية شديدة التخلف، وهم أقل بكثير فى الفكر من إخوان وسلفيى تونس، حيث إن مصر بهم ستتحول إلى أفغانستان ثانية.
وأضافت، أن التيار الإسلامى فى إطار لا ينظر إلى النساء، فهم يضعون المرأة على القوائم مضطرين، حتى لا تتشوه صورتهم أمام الناس، هم متخلفون فى كل شىء وعندما يضعون المرأة فى مراكز متقدمة على قوائمهم يكون الهدف فقط مغازلة الغرب.
الدكتور خالد كمال خبير علم النفس، قال إن هناك قصورا فى فهم دور المرأة لدى أغلب الإسلاميين وذلك لمحدودية الثقافة، فهم يتصورون أنها معون للذاتهم ومتعتهم وإنجاب الأولاد وهذا غاية دورها، مشيرا إلى أنه لا يوجد صدفة فى الحياة فكل إنسان محكوم بميراث من العادات والتقاليد التى تشربها من بيئته فى مرحلة الطفولة، والتى تشكل سلوكه فى المراحل التالية، وهناك مقولة فى علم النفس تقول «إن تنقل جبلا من مكانه أيسر من تغيير طبيعة إنسان»، موضحا أن تلك مقدمة تقود إلى نتيجة منطقية هى أنه إذا كان هناك شخص ينتمى لتيار معين وتربى على التشدد والتطرف فى الآراء ورفض الآخر بصفة عامة، ثم احتكار المرأة بصفة خاصة واختزال دورها فإن الأمر يصعب تغييره، مشيرا إلى أن التيار الإسلامى ينظر للمرأة بشكل مهين ومساعد فقط وليس مشاركا.
وأوضح أن الرؤية المشوهة للمرأة هى التى تحكم المنتمين للتيار الإسلامى، حيث ينظرون إليها على أنها كائن ضعيف فى ضوء نصوص معينة ينتقيها من الكتاب والسنة، التى تنص فى بعضها على ضرورة بقاء المرأة فى المنزل لتربية الأبناء، وبالتالى يوجد قصور عند أغلب الإسلاميين فى فهم دور المرأة، لذلك فى النهاية تكون نظرتهم لها بشكل مشوه، حيث إنهم يرفضون كل نظرية مضادة، لذلك يكون من الصعب إتاحة فرصة المشاركة للمرأة فى ظل إحكام السيطرة عليها من قبل القوى الإسلامية. مشيرا إلى أن التيار الإسلامى لا يكره المرأة على إطلاقها، لأن الرجال والنساء جعل الله بداخلهم غريزة تدفعهم إلى التعامل مع الآخر بشكل مختلف لكن التيار الإسلامى رؤيته مشوهة للمرأة.
وأشار إلى أن سلوك المنتمين للتيار الإسلامى يؤكد أنه كلما زادت سيطرتهم وتمكنهم من مفاصل السلطة فى مصر زاد تهميش دور المرأة حتى يقضوا عليها تماما ويعودوا بها إلى المنزل، ولولا إحراجهم، وخشية من خسارة الأصوات لكانوا قد فعلوا ذلك فورا.




